ابن جرير .. جنود الخفاء يكافحون كورونا في صمت (تقرير)

المغرب الجديد :

رئيسة الدائرة الأمنية الثانية العميدة عائشة الحمدوشي بابن جرير.

“كورونا” تكشف الوجه الإنساني و المواطن لنساء الامن المسؤولات

 

ليسوا أطباء ولا ممرضين ولا حتى من رجال السلطة الذين يشرفون على تنفيذ إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، ولكنهم أناس اعتادوا العمل خارج دائرة الضوء بالمغرب، رغم أن دورهم بمكافحة الجائحة لا يقل عن الفئات سالفة الذكر. إنهم نساء الأمن الوطني بمختلف رتبهم. ففي عز أزمة كورونا، خرج نساء الأمن بمختلف درجاتهم و مناصبهم، ليلا نهارا، بالشوارع كما الحال بالأحياء والأزقة، يتنقلون رغم كل المخاطر، يقومون بالتوعية و التحسيس بكل نكران للذات.

سارعون الخطى لنهي أصحاب المخالفات، يفسحون الطريق و يزيحون العراقيل تفاديا للازدحام، يخاطبون هذا و ذاك دون كلل و لا ملل، يستمعون لشكوى مواطن مقهور و يوجهون آخر لا يدري ماذا سيقدم و لا يؤخر.

يراقبون حركة النقل و التنقل و يتأكدون من هوية و أسباب خروج كل شخص من بيته رغم حالة الطوارئ الصحية المفروضة، بلباسهم الأمني يواجهون فيروس كورونا في الصفوف الأمامية بكل تحد و عزيمة و إصرار.

نعم هم نساء و رجال الأمن، من ولاة  و رؤساء دوائر  و غيرهم ، يومهم لا ينتهي حتى يبدأ آخر جديد، لا مكان للنوم في برنامجهم مؤخرا، حتى بيوتهم و ذويهم آخر شيء يفكرون فيه مادام هم الوطن و سلامته أكبر من كل شيء.

نعم ، لقد أظهر لنا فيروس كورونا اللعين، أن الشرطية ، هي إنسان و مواطنة قبل كل شيء، تضحي بالكثير كما هو حال الدركي و عنصر الوقاية المدنية و الطبيب و الممرض و غيرهم كثر لننعم نحن بالسلامة و العافية و الطمأنينة.

فقد عاشت بلادنا أطول فترة حظر، التي استمرت ما يزيد عن  360  يوماً بسبب جائحة فيروس كورونا، وبذل رجال الأمن خلال تلك الفترة الطويلة جدّاً جهداً جبّاراً، حيث واصلوا الليل بالنهار من أجل حماية أمن المواطنين  في مختلف المواقع، ومساعدة الجهات الأخرى المختصة في التغلّب على الفيروس، الأمر الذي حظي بتقدير كبير من مختلف شرائح المجتمع، وزاد من هيبة رجال الأمن واحترامهم وتقديرهم في المجتمع. لم تكن الساعات الـ8640 من العمل المتواصل، طيلة فترة الحظر، مقتصرة على عمل معيّن يؤديه رجال الأمن، بل تنوّعت المهام ما بين تنفيذ أوامر منع التجوّل، وفرض هيبة القانون بقوة القانون، وتحقيق أعلى درجات الانضباط الميداني، وعزل بعض المناطق وإحكام السيطرة الأمنية عليها، والتواجد الميداني المكثّف للقطاعات المختلفة في أغلب الطرق والشوارع والمناطق، والانتشار السريع والحاسم في مواقع الأحداث، والتعامل الحازم مع المخالفين . أزمة «كورونا» بكل جوانبها وصعوبتها وسلبياتها لم تكن يوماً بالنسبة إلى هؤلاء الرجال (أبطال المديرية العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني) إلا اختباراً صعباً، لكنهم نجحوا فيه بامتياز وأظهروا صلابة الإرادة وقوة العزيمة. أجواء صعبة لا أحد يُنكر كيف تحمّل رجال الأمن لهيب الشمس الحارقة ووقفوا لساعات طويلة تحتها لتنفيذ قرارات مجلس الحكومة المتعلقة بعزل بعض المناطق، وتطبيق الحظرَين الكلي والجزئي، ما يؤكد أنهم خيرة أبناء الوطن، ودرعه الغالي في أصعب الظروف، ودليل على التضحية والعطاء والتفاني في حب المغرب، والتحلّي بالصبر، في التعامل مع الناس، والحزم في تطبيق القانون بمسطرة واحدة على الجميع. وكل ما سبق لم يثنِ ولم يمنع رجال الأمن من أداء دورهم على أكمل وجه، ولم يقف عائقاً أمام الأجهزة الأمنية في حماية الوطن وشبابه ومقدّراته من المجرمين ومن تجار السموم، ناهيك عن ضبط الكثيرين من ذوي  السوابق العدلية.

إشادة وتقدير 

وحظيت جهود رجال الأمن  بإشادة من مختلف فئات وشرائح المواطنين، الذين أكدوا أن رجال عبد اللطيف الحموشي، بذلوا كل ما في استطاعتهم خلال الأزمة الراهنة لخدمة الوطن والمواطنين. وأشاد ممثلون لجمعيات ونشطاء المجتمع المدني بالروح الطيبة التي تحلّى بها رجال الأمن الوطني خلال تنفيذ مهامهم؛ إذ غلب الطابع الإنساني، وسادت روح القانون في التعامل، وهو ما عكسته الصور والمواقف التي دوّنت تعاملاً راقياً واحتراماً للإنسان وحقوقه، رغم الظرف الذي مرت به البلاد، لافتين إلى أن تكريم رجال «الأمن الوطني» واجب وطني. وأشاروا إلى أن رجال الامن من ضباط وأفراد كانوا خير معين لرجال العمل الخيري، وساهموا في تسهيل العمل الإنساني وتوزيع المساعدات على المناطق المعزولة وغيرها، بجانب الدور الكبير في ضبط الأمن والسهر على أمن المواطنين.

نلتم احترام الجميع

 أعرب عدد من المواطنين ممن التقتهم مجموعة الأنباء السياسية، عن خالص الشكر والتقدير لكل رجال الأمن على ما بذلوه من جهود حثيثة خلال تواجدهم ضمن الصفوف الأولى من أجل التصدي لفيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) والحد من انتشاره.

وعبر عدد من  الهيئات المجتمع المدني للرجال الأمن عن خالص شكرهم وتقديرهم لما بذلتموه من جهود حثيثة يشار إليها بالبنان، حيث واصلتم الليل بالنهار من دون كلل أو ملل كل حسب موقعه من خلال تواجدكم ضمن الصفوف الأولى مع العاملين في جميع مؤسسات الدولة من أجل التصدي لفيروس كورونا المستجد والحد من انتشاره». وأضافوا «لقد نلتم بهذا العمل تقدير واحترام الجميع من مواطنين ومقيمين.. لقد نذرتم أنفسكم لخدمة المغرب وشعبه فأديتم واجبكم الوطني بكل مهنية وتفان وإخلاص». وسألوا الله العلي القدير أن يرفع هذه الغمة وأن يعين رجال الأمن على أداء المهام الموكلة إليهم ويديم على المملكة المغربية الشريفة نعمة الأمن والاستقرار والازدهار في ظل القيادة الحكيمة والرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

الشرطة النسائية عزّزت الأمن خلال الأزمة 

عبَّر عدد من المواطنين عن سعادتهم بالدور الذي بذلته نساء الأمن خلال الأزمة، مؤكدين أن دور المرأة وإسهامها، من خلال عملها في سلك الأمن الوطني في عملية حفظ الأمن ومساعدة المواطنين، كانا ملحوظَين. ووجّهوا  تحية إلى نساء المغرب ، خاصة  في المديرية العامة للأمن الوطني على سهرهن الليالي لحفظ الأمن . وشدَّدوا على أن انخراط المرأة في العمل الشرطي رسالة سامية ذات أبعاد إنسانية، أثبتتها الأزمة الراهنة، التي ضربت خلالها المرأة الشرطية أروع الأمثلة جنباً إلى جنب مع شقيقها الرجل.

 مقومات حقوق الإنسان

أن أولى الرسائل التي يجب توجيهها إلى رجال ونساء الأمن هي رسالة شكر من القلب إلى جميع أفراد المديرية العامة للأمن الوطني من ضباط  وعمداء ورؤساء مناطق وولاة أمن، وكذلك إلى السيد عبد اللطيف الحموشي المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني. وأوضح عدد من المواطنين لـ مجموعة الأنــــباء السياسية”، أن تلك الجهود تستوجب رسالة نوجهها إلى الجهات المعنية في الدولة بضرورة مكافأة رجال الأمن تقديراً لجهودهم المبذولة خلال فترة الحظر إذ من المعروف أنه من دون رجال الأمن تزداد الفوضى، ومن دون رجال الأمن يزداد انتشار الوباء، مشيرين إلى أن البعض يظن أن دور رجال الأمن يقتصر فقط على مواجهة الجريمة والمجرمين، لكن الأزمة كشفت عن دور آخر عظيم هو الدور الإنساني الذي تمثل في الإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية على المحتاجين وحماية المستضعفين.

طبقوا القانون بإنسانية واحترام 

قالت فعاليات جمعوية بعاصمة إقليم الرحامنة مدينة بن جرير إن رجال الأمن وعلى رأسهم السيد عمر الخمري والي امن المنطقة الأمنية ببن جرير وجميع العناصر الأمنية بالمنطقة كان لهم دور كبير في ضبط الأمن والسهر على راحة المواطنين، والعمل الدؤوب على تسهيل الإجراءات الخاصة بالحجر، وغيرها من الأمور التي تستوجب شكرهم. وأضافت الفعاليات الجمعوية المحلية أنه خلال الحظر الكلي والجزئي عمل رجال أمن الدائرة الأمنية الثانية ببن جرير خاصة رئيسة الدائرة السيدة عائشة الحمدوشي على إنفاذ القانون بحق المخالفين، مع مراعاة الظروف الإنسانية للبعض كذلك ممن اضطرتهم ظروفهم لكسر الحظر لأوضاع طارئة وما شابه ذلك، وهي الحالات التي جرى التعامل معها بشكل إنساني وفق روح القانون، مشيرين إلى أنه لا يمكن لأحد أن ينسى دورها كامرأة تترأس دائرة أمنية، وهو منصب لا يزال حكرا على الرجال، وعملها أثناء الجائحة، والذي استلزم ابتعادها عن أسرتها لأوقات طويلة. وأشارت إلى أنه على الرغم من فك الحظر الجزئي في انتظار عودة الحياة إلى طبيعتها، فإن العمل ما زال مستمراً على قدم وساق في المنطقة الأمنية ببن جرير للحفاظ على أمن الوطن والمواطنين.

وتابعت الفعاليات الجمعوية  الرحمانية: «رسالتنا إلى أفراد الشرطة بدءا من الولي امن المنطقة وانتهاء برئيسة الدائرة الثانية في هذه الأيام بأن يستمروا في عطائهم الأمني والإنساني من دون كلل، ودعاؤنا لكم بظهر الغيب مستمر»، مؤكدين أن رجال الأمن هم صناع الأمن، ووجودهم مهم في كل الأحوال، وكلمات الشكر لا توفيهم حقهم.

سهّلوا العمل الخيري في المناطق المهمشة 

 قال فاعل جمعوي إنه بمرور أطول فترة للحظر، التي استمرت لنحو 360 يوما يستوجب الأمر توجيه الشكر لرجال الأمن في بن جرير على ما بذلوه خلالها. وأضاف أن رجال  كانوا خير معين لرجال العمل الخيري أثناء فترتي الحظر الكلي والجزئي وسهلوا دورهم في توزيع المساعدات، خاصة في المناطق المعزولة سابقا، مشيرا إلى أن كل فرد في إقليم الرحامنة عامة ومدينة بن جرير خاصة لامس عن قرب الدور الذي قامت به المديرية العامة للأمن الوطني ورجالها خلال الأزمة. وأضاف أن ممثلي الجمعيات لمسوا عن قرب هذا الدور أثناء توزيع المساعدات وكيف أنهم كانوا يعملون بحكمة وروية خلال تلك الفترة لحفظ الأمن وتنظيم الصفوف، بل والإسهام في إنزال المؤن والسلال الغذائية والإشراف على وصولها للمستحقين، وهو ما يستوجب منا الشكر على ما بذلوه والتأكيد على أنهم كانوا خير عون لنا وضربوا أروع الأمثلة، وهو أمر لامسه عن قرب خلال بداية جائحة وباء كورونا المستجد.

وأشار إلى أن تضحيات رجال الأمن في الصفوف الأمامية محل تقدير واحترام ونحن نؤكد على أن تلك الجهود كانت محل تقدير من جميع من تعامل معهم، وهي كذلك محل تقدير من مختلف فئات المجتمع ممن شاهدوا تضحيات هؤلاء الرجال في ظل الأجواء المناخية الحارة، وكذلك خلال شهر رمضان المبارك وعيد الأضحى وبعده حتى يومنا هذا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.