وزارة أمزازي.. جوائز مهمة لأحسن المشاريع البحثية حول شجرة الأركان.

المغرب الجديد :

أعلن سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، اليوم الإثنين بالرباط، عن إطلاق طلب عروض مشاريع بحثية حول شجرة الأركان، وكذا إحداث ثلاث جوائز مخصصة للبحث حول هذه الشجرة ستمنح سنويا.
وأوضح السيد أمزازي، في كلمة له بمناسبة أول احتفال باليوم العالمي لشجرة الأركان، نظمته كلية العلوم بالرباط، أن إطلاق طلب المشاريع البحثية هذا الذي يحمل اسم “البكري”، في إحالة على أول عالم عربي وصف شجرة الأركان سنة 1038، يهدف إلى تعزيز البحث العلمي والإبتكار حول شجرة الأركان ويعكس التزام الوزارة بذلك، مضيفا أنه سترصد لهذا الأمر ميزانية قدرها عشرة ملايين درهم، بالتعاون مع شركاء الوزارة، وهم أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثفافة (إيسيسكو) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
وعلاوة على إطلاق طلب عروض المشاريع البحثية، تهم الاستراتيجية المخصصة لتعزيز البحث حول شجرة الأركان إحداث ثلاث جوائز، بما في ذلك جائزة الشراكة بين الجامعة والتعاونيات التي تتوخى تعزيز وتشجيع الشراكة بين عالم البحث العلمي والتعاونيات، لاسيما من حيث تثمين منتجات الأركان.
وأبرز الوزير أن هذه الجائزة، التي ستكافئ أفضل فرق البحث التي ساعدت التعاونيات في عملية ابتكار حول شجرة الأركان، سيخصص لها مبلغ 100 ألف درهم.

ويتعلق الأمر كذلك بجائزة أفضل أطروحة (50 ألف درهم)، التي تروم مكافأة أفضل أطروحة للسنة تتناول موضوع شجرة الأركان، وجائزة أفضل مقالة ذات صلة بموضوع شجرة الأركان مفهرسة في قاعدة معطيات دولية (Scopus أو WOS) وذات وقع مهم.

وذكر السيد أمزازي أن عدد هذه المنشورات في المغرب، ارتفع من 15 منشورا سنة 2010 إلى 52 منشورا سنة 2020، موضحا أن قيمة هذه الجائزة ستكون 25 ألف درهم.

وفي هذا الصدد، قال الوزير إن المجالات التخصصية الرئيسية المستهدفة هي الفلاحة الحرجية، والفيزيولوجيا البيئية، والتحسين الوراثي لشجرة الأركان، والكيمياء والكيمياء الحيوية للشجرة ومشتقاتها، بما في ذلك زيت الأركان، ومواد الصيدلة، والتجميل، والتجارب السريرية للمشتقات.

كما يشمل نطاق الجائزة أيضا التنمية الاجتماعية والاقتصادية لحقول الأركان، وكذا الدراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية المتعلقة بموضوع الشجرة.

وأشار السيد أمزازي إلى أن وزارته أصبحت الآن تعي، أكثر من أي وقت مضى، الإمكانات التي ينطوي عليها مجال الأركان، مبرزا التطور السريع لهذه الشجرة التي تقدم اليوم إلى الناتج المحلي الإجمالي الوطني مكاسب كبيرة من العملات الأجنبية.
كما أكد أن أفضل ميزة تتسم بها شجرة الأركان هي كونها “وطنية”، إذ أنها تنمو حصريا على التراب المغربي.

من جانبه، أشار الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، إدريس أعويشة، إلى أن شجرة الأركان موروث وطني أصيل، مسلطا الضوء على إشعاعها الدولي.

وتوقف السيد اوعويشة عند فوائد هذه الشجرة في المجالات الغذائية والطبية والتجميلية، داعيا إلى زيادة تعزيز البحث حول هذه الشجرة للمساهمة في أهداف التنمية المستدامة، وتحسين الإنتاجية ودعم تمكين المرأة القروية الناشطة في التعاونيات المشتغلة في المجال.

من جهته، قال المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، سالم بن محمد المالك، إن الاحتفال بهذا اليوم العالمي يوفر فرصة لإبراز خصوصيات هذه الشجرة، فضلا عن إبراز الجهود التي يبذلها المغرب للحفاظ عليها وتثمينها.

وأوضح أن شجرة الأركان، باعتبارها تراثا غير مادي، تضطلع بدور هام في مكافحة التصحر، وتسهم في التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن (إيسيسكو) ستعمل مع الدول الأعضاء على التعريف بجهود المملكة في الحفاظ على هذه الشجرة وتثمينها.

واقترح السيد المالك تقديم طلب إدراج شجرة الأركان ضمن قائمة التراث في العالم الإسلامي، مؤكدا أن (إيسيسكو) ستدعم البحث حول شجرة الأركان.

من جهته، أشار المدير بالنيابة لمكتب (اليونسكو) بمنطقة المغرب العربي، أليكسندر شيشليك، إلى أن شجرة الأركان قد تم إدراجها منذ سنة 2014 في قائمة التراث الثقافي غير المادي للمنظمة، مؤكدا الدور البيئي الأساسي الذي تضطلع به هذه الشجرة في محاربة التصحر بالأساس.

من جهته، قال رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، محمد غاشي، إن الجامعة تدعم دائما البحث حول شجرة الأركان، مبينا أن إعلان هذا اليوم العالمي يشكل اعترافا بجهود المغرب في حماية هذه الشجرة وتثمينها.
ومن جانبه، سلط عميد كلية العلوم بالرباط، محمد الركراكي، الضوء على البحوث والدراسات المختلفة التي أُجريت على مستوى هذه الكلية حول شجرة الأركان. كما أعلن عن إطلاق تكوين من نوع البكالوريوس السنة المقبلة يحمل عنوان “المنتجات المحلية”، سيشمل شجرة الأركان.
ويروم هذا اللقاء الذي نظم تحت شعار “ثلاثة عقود من البحث والتطوير من أجل التنمية المستدامة لشجرة الأركان”، من ناحية، الاحتفاء باليوم العالمي للأركان، ومن ناحية أخرى، تبادل نتائج البحوث والأنشطة التي قامت بها،  طيلة 36 سنة، كلية العلوم بالرباط، الرائدة العالمية في المنشورات العلمية المفهرسة حول شجرة الأركان ومشتقاتها.
وتميز هذا اللقاء بتكريم الأكاديمية ورئيسة جمعية ابن البيطار، زبيدة شروف، نظير الأبحاث التي قامت لها حول شجرة الأركان.
وتم خلال الاحتفال بهذا اليوم العالمي، الذي شارك فيه  أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، عمر الفاسي الفهري، وأكاديميون وباحثون، ودبلوماسيون، زرع شجرة أركان رمزية في حديقة كلية العلوم بالرباط.
وتخلل اللقاء عرض تقديمي حول “الأثر الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لتنمية قطاع زيت الأركان بالمغرب منذ 1985 إلى اليوم”، وتنظيم طاولة مستديرة بمشاركة العديد من الباحثين و الخبراء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.