المغرب الجديد :
في سياق الحديث عن الانتصارات التي حققتها ولازالت تحققها الدبلوماسية المغربية نصرة لقضايا الوحدة الترابية، أجرى “ناصر بوريطة”، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أمس الاثنين، عبر تقنية الفيديو، أولى المباحثات مع نظيره “حسومي مسعودو”، وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية بجمهورية النيجر، بعد انتخاب “محمد بازوم” رئيسا جديدا للبلاد شهر أبريل الماضي، حيث تناولا مجموعة من الملفات الهامة، تأتي في مقدمتها “دعم ترشيح مغربي والإعلان عن التحضير لانعقاد دورة للتعاون الثنائي”.
وفي بلاغ لها، نوهت الخارجية المغربية بالدينامية الجديدة التي تطبع العلاقات بين البلدين، في إشارة إلى الزيارتين الرسميتين اللتين خص بهما جلالة الملك محمد السادس نصره الله لدولة النيجر عامي 2004 و2005، على الرغم من أن العهدة الطويلة للرئيس السابق “محمدو إيسوفو”، اتسمت بـ”فتور” العلاقات بين البلدين، سيما أن النيجر توجد بمنطقة الساحل التي تقع على خارطة المصالح الخارجية للمغرب.
القصر الرئاسي في نيامي ثمن بشكل كبير، إشادة المغرب بنتائج الانتخابات الرئاسية التي شهدتها النيجر في الـ 11 من أبريل الماضي ، عطفا على تصريح “بوريطة” الذي أكد أن هذه الانتخابات مرت في جو طبعه الهدوء والشفافية وعرفت فوز الرئيس “محمد بازوم”، علما أن هذه الانتخابات تلتها أحداث عنف في البلاد وتعرضت لعدد كبير من الطعون، قبل أن يتمكن الرئيس الجديد من ضبط الوضع وتثبيت حكمه في ظرف زمني قصير.
إلى ذلك، فقد أعربت الخارجية المغربية وفق بلاغها، أن الوزيرين أكدا التزامهما بتنسيق العمل على مستوى الهيئات الإقليمية والدولية من أجل تعزيز السلام والأمن والتنمية الاقتصادية في القارة الإفريقية والدعم المتبادل للترشيحات المغربية والنيجيرية داخل هذه الهيئات، وهو ما عبر عنه الوزير النيجيري، بعد أن قرر دعم بلاده لترشيح المغرب لمنصب “مفوض الاتحاد الإفريقي للتربية والعلوم والتكنولوجيا والابتكار”، مشيرة أن الجانبين اتفقا على دعم وتعزيز تعاون جنوب-جنوب طموح، من خلال شراكة تشمل مجالات التكوين والاستثمار والطاقات المتجددة والسياحة والشؤون الإسلامية والوقاية المدنية والنقل والعدالة وتعزيز تبادل الخبرات وتشجيع سياسة اقتصادية أكثر إرادية تقوم بتعبئة القطاع الخاص.
كما أشار البلاغ أيضا، إلى أن الطرفين اتفقا على عقد الدورة المقبلة للجنة المختلطة للتعاون المغربي- النيجيري في الرباط أو نيامي، بمجرد أن يسمح الوضع الصحي العالمي بذلك.
وجدير بالذكر أن “محمد بازوم”، الذي يعد أول رئيس للنيجر من أصول عربية، يخطط حاليا ليكون مقربا أكثر من خريطة التحالفات الإفريقية التي تقودها الرباط، وهو ما ينسجم مع مساعي المغرب الرامية إلى ضمان حليف جديد في منطقة الساحل التي هو بصدد اختراقها دبلوماسيا بعد تحركات مكثفة لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي، طوال الأشهر الماضية، انطلاقا من بوابة النيجر الواقعة جنوبي الجزائر والمجاورة لدولة مالي المتقلّبة سياسيا، حيث يراقب المغرب وضعها الداخلي بحثا عن يد موثوقة للتعاون السياسي والاقتصادي والأمني.