قيمة القيمة….

بقلمالأستاذ زكرياء جبار

المشكلة و الحل، هناك من يبذل مجهودا كبيرا للتفكير في الثاني   و تنفيذه، لكنك تجد من يجتهد في الأولى بل و يتوخى الاتقان في تصورها و نفخ الروح فيها لتندمج مع الواقع المعيشي للناس، منذ أول شرارة.

و من تم، نلامس حقيقة ما جرى و ما يجري، و بشيء من الفطنة، نتخيل ما يمكن أن يقع و يحدث، هذا إذا لم يكتب سيناريوهاته المجتهدون للأولى.

قيمة القيمة، يمكن أن تكون أم المشاكل، عندما يتم تحريف الشيء من خانته المعهودة الأزلية، إلى خانة بألوان و أوصاف تخالف المألوف، هنا يقع تغيير خطير بما كان في “قيمة الشيء”، و الأخطر منه تزوير القيمة المعلومة أو نزعها من شيء و إلباسها لشيء آخر.

عملية التزوير هاته لا تتأتى رياضيا إلا بوجود شيء ثالث، فكان مجتهدا لصالح الأولى بطبيعة الحال، مغيرا و مبدلا و متلاعبا، لكن بعقول السذج و الحمقى فقط.
فكان لزاما إنقاذ البشرية، و تصحيح بوصلتها، عبر التذكير بالقيمة الحقيقية للأشياء و تخليص المفاهيم من الأجساد المصطنعة لأنها شموس معلقة في حدق السماء الواسعة حقيقة.
فالقول و الفعل الضارين بالناس هما جريمتان كبريتان، لكن السكوت عنهما جريمة أكبر، و ليس ضده التعبير عن الرأي، لأن التعبير هو مبدأ مفاده ” قل و قد سمعناك”، بل ضده القول و الفعل النافعين لهذا العالم. فمن اجتهد و فصل بين القول و الفعل و صور للكتاكيت خارجة من بيضها أنها نالت أعلى ما تصبو إليه نفس الانسان – و هو التعبير عن الرأي – فقد نجح في خطته فعلا عندما نشاهد الكثيرين يناضلون من أجل حق التعبير عن الرأي باعتباره قمة الجبل و ما هو سوى بعض أرض الهضبة الواسعة التي تبعد عن سفح الجبل بمد البصيرة.
فحتى التوازن الكوني الذي من حق الانسان أن يراه كما هو ليعلم  و يحب و يكره الأشياء حسب قيمها، لا يراه إلا عبر الدجال المجتهد، فبؤسا للوسطاء الذي يستغلون سذاجة الناس و طيبوبتهم، لأن زجاج مكبرة الوسيط ساقط لا محالة، فهي بكا بساطة مسألة وقت فقط.

لكن لا يحق لنا المكوث وهنا بدعوى بزوغ محقق للنور و لو بعد حين، ليس لسبب آخر سوى الحفاظ على الوقت من الضياع و إنقاذ البشرية من دمار التأخير المفتعل.
يبقى لنا تحديد مصدر موثوق نعتمد عليه لتصحيح عرش بلقيس (ملكة زنوبيا سابقا)، فما أحوجنا اليوم و دائما لمن يقول ” و كأنه هو”، فالثقة بأنها تركت عرشها وراءها أكبر من أن تنخدع بما تراه أمامها. فالانبهار بما يستطيعه موجود مثلك، لا يرتقي ليجعله مصدرا خاما لتعريف القيم، و من هنا آثر الكثيرون البحث و التقصي فاختلفت مراجعهم و بقي تفحص المتون و الأسانيد…. يتبع…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.