*الجزائر لو كانت تقدم لحركة حماس رُبع ما تمنحه لجبهة البوليساريو، لكنا نقول إن لإسرائيل مبررات تدفعها لمعاداة الجزائر*

المغرب الجديد :

أطلقت الجزائر ادعاءات كونها مستهدفة من استئناف المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، الذي انتهى بتوقيع اتفاقية تفاهم دفاعية بين البلدين، عقب الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي “بيني غانتس” إلى الرباط مساء الاثنين المنصرم؛ وهذه المزاعم، وفق خبراء ومحليين سياسيين وأكاديميين، لا أساس لها من الصحة.

وعلى هذا الأساس، يرى عبد الفتاح نعوم، الكاتب والمحلل السياسي، أن “الجزائر لطالما تقول إن استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية يستهدفها، وهذا غير صحيح وليس مفهوما سبب هذا الهلع والخوف”، مضيفا أن “العلاقة بين البلدين يمكنها المضي إلى أبعد مدى”، موضحا أن “مشكلة الجزائر مع جاره الغربي الذي يتقدم ويتطور في مختلف المجالات”.

وزاد نعوم، أثناء حلوله ضيفا على برنامج “اسأل أكثر” الذي تبثه قناة “RT” الروسية، أن “ضمانات الرباط تجاه الجزائر على أنها لن تعادي الجارة الشرقية تتجلى طريقة تعامل المغرب معها”، مشيرا إلى أن “الدليل هو عدم مبالاة الرباط بالأفلام التصعيدية الكرطونية التي تفبركها الجزائر، بل يبادلها بالحسنى رغم ذلك”، مشددا على أن “ضمانات المغرب هي سلوكاته التي تؤكد ترفعه عما يصدر من الجارة الشرقية من استفزازات متكررة”.

الكاتب والمحلل السياسي نفسه قال إن “المغرب قطع سنة 2000 علاقته بإسرائيل لما اندلعت انتفاضة الأقصى، واليوم هناك سياق ومستجدات أخرى دفع الرباط إلى استئناف علاقاته مع إسرائيل”، مضيفا أن “الجزائر لو كانت تقدم لحركة حماس رُبع ما تمنحه لجبهة البوليساريو، لكنا نقول إن لإسرائيل مبررات تدفعها لمعاداة الجزائر، لكنها لم تفعل شيئا يخدم القضية الفلسطينية”.

وشدد نعوم على أن “إعلان دونالد ترامب أن القدس عاصمة إسرائيل دفع الملك محمد السادس إلى إصدار بيان شديد اللهجة لم تقدم عليه الجزائر، ناهيك عن الموقف المغربي الحازم من اقتحام بيوت المقدسيين”، مقرا في السياق نفسه أنه “لا يمكن للجزائريين أن يكونوا أفضل من المغرب في الدفاع والذود عن القضية الفلسطينية”.

وبخصوص رفض الجزائر مشاركة إسرائيل في الاتحاد الإفريقي كعضو مراقب؛ أكد نعوم أن “الاتحاد اليوم على أهبة إصلاحات مؤسساتية، وإسرائيل ستدخل شاء النظام الجزائري أم أبى والزمن بيننا”، موردا أن “مشكلة الجزائر تكمن في كونها مجرد خطابات، ودعمها للقضية الفلسطينية يتم هو الآخر عبر الشعارات”، خالصا بالقول: “على أرض الواقع، ليس هناك ولا مستشفى ميداني واحد، وهذا يدل على أن نظام العسكر بالجزائر لا يقدم شيئا للشعب الفلسطيني”.

تجدر الإشارة إلى أن الزيارة التي قام بها وزبر الدفاع الإسرائيلي إلى المغرب تندرج في إطار علاقات التعاون بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل، التي سجلت تقدما ملموسا منذ التوقيع، تحت رئاسة الملك محمد السادس، الإعلان الثلاثي (المغرب-إسرائيل-الولايات المتحدة الأمريكية) في دجنبر 2020، المُتوّج باستئناف علاقاتهما الدبلوماسية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.