الاعلام الامريكي… المقابلة المنتظرة بين “أسود الأطلس” و”الديوك الفرنسية” “تحمل أعباء سياسية”.

المغرب الجديد :

رحلة المغرب إلى الدور قبل النهائي لكأس العالم فيها كل مقومات القصة الخيالية. مباراة تلو الأخرى في قطر تجاوز المنتخب الشمال إفريقي غير المتوقع خصمه المفضل بشكل غير محتمل، حيث قفز إلى النصر بإصرار وشجاعة وبدون نقص في المواهب”، هكذا دبجت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا عن المغرب تتحدث فيه عن أن المقابلة المنتظرة بين “أسود الأطلس” و”الديوك الفرنسية” “تحمل أعباء سياسية”.

واستطردت الصحيفة في مدح المنتخب المغربي: “لقد أدت انتصاراتهم إلى لحظات من الفخر، مشاهد من الاحتفالات السعيدة في مدن عبر المغرب وخارجه، حيث أصبح أسود الأطلس الحديث الرئيسي للمشاهير في الشرق الأوسط والعالم العربي وشمال إفريقيا”، وأضافت: “تقابل أخلاقيات الفريق المغربي وتصميمه، بالإضافة إلى شجاعة العديد من اللاعبين الذين لعبوا رغم إصابتهم، كل ما يمكن تصوره من حلاوة ولطف، فبعض مقاطع الفيديو الأكثر انتشارًا في كأس العالم هي للاعبين المغاربة وهم يحتضنون ويرقصون مع أمهاتهم في الملعب بعد الفوز”.

تجسدت بطولة المغرب من قبل مدربه وليد الركراكي، الذي تولى قيادة المنتخب الوطني في غشت الماضي، بعد مسيرة ناجحة على المستوى المحلي. ووصف ماهر مزاحي، الصحافي ذو الخبرة في كرة القدم في شمال إفريقيا، كيف أن الركراكي المولود في فرنسا هو جزء من موجة جديدة من القيادة الرياضية في القارة. وكتب مزاحي: “إنه يمثل كل ما هو صحيح في كرة القدم الإفريقية: إنه شاب، وكفؤ، وعالمي، ولا يعرف الخوف، وينطوي في صميمه على الوحدة الإفريقية”.

واعتبرت الصحيفة أن “المشاعر الرياضية ليست فقط هي التي تدفع إلى دعم المغرب؛ ففي طريقه إلى حافة نهائيات كأس العالم هزم سلسلة من القوى الأوروبية: بلجيكا أولاً، ثم جارتها إسبانيا عبر المضيق، وأخيراً البرتغال في ربع النهائي؛ والآن من المقرر أن يلتقي بفرنسا، التي سيطرت عليه كمحمية لأكثر من أربعة عقود في النصف الأول من القرن العشرين”.

وقالت مونيكا ماركس، أستاذة سياسات الشرق الأوسط في حرم جامعة نيويورك في أبو ظبي، إن الفريق المغربي “يخوض حربًا رمزية بالنسبة لكثير من الأشخاص من الشرق الأوسط وإفريقيا والعالم الأوسع الذي انتهى استعماره”، مردفة: “هو جرح جماعي في كبريائهم وتاريخهم مازال مزعجًا حتى يومنا هذا”.

لا مفر من الشعور بالبهجة في المغرب الذي يطرد الأثقال التقليدية في أوروبا. على وسائل التواصل الاجتماعي، تكثر “التدوينات” عن المغرب الذي أعاد إحياء الفتوحات الإسلامية في القرن الثامن قديماً، وفق المصدر ذاته.

وأوضحت الصحيفة أنه في فرنسا أعادت المواجهة الوشيكة مع المغرب إحياء التوترات السياسية التي دارت حول كرة القدم في البلاد لأكثر من العقدين الماضيين. وظهر السياسي الفرنسي اليميني المتطرف إيريك زمور على شاشة التلفزيون هذا الأسبوع للتنديد بالمواطنين الفرنسيين المنحدرين من أصل شمال إفريقي الذين قد ينزلون إلى الشوارع لتشجيع المغرب، وطنهم الأم. ووصف سياسيون آخرون من اليمين المتطرف هذه الاحتفالات بأنها تهديدات أمنية.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن “فريق فرنسا نفسه هو انعكاس للتعددية الثقافية التي تجعل المؤسسة الفرنسية غير مريحة”، مضيفة: “يتكون الفريق إلى حد كبير من مجتمعات المهاجرين الأفارقة والعرب الذين لهم صلات بمستعمرات فرنسا السابقة؛ وعلى مر السنين، كان يُنظر إلى نجاحه باعتباره تقديراً للاندماج الفرنسي، وإخفاقاته باعتبارها إدانة للاتجاهات الانفصالية لأقليات معينة. وكما قال المهاجم الفرنسي كريم بنزيما: ‘إذا سجلت، فأنا فرنسي، إذا لم أفعل فأنا عربي’”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.