المغرب الجديد :
تعيش الرياضة المغربية آخر أيام سنة 2022 وقد حصدت خلال عام كامل نتائج تأرجحت بين المد والجزر في الرياضات الجماعية والفردية، بعد أن عزفت بعض الأصناف الرياضية على وتر التألق، وواصلت أخرى غرقها في بحر المشاكل التسييرية والنتائج السلبية، لتُؤجل آمال محبيها إلى العام المقبل علها تنفض عنها غبار التواضع، عكس ما جرت عليه عادتها في السنوات الماضية.
ووسط زئير “أسود الأطلس” في “مونديال” قطر 2022، الذي سمعَ صداه العالم بأسره وزيَّنَ نهاية السنة في الرياضة الوطنية، وأنين رياضات أخرى اعتادت الخروج بخفي حنين، وأخرى لا شيء فيها من المسابقات القارية إن هي حجزت بطاقة التأهل، يتواصل المشوار على أمل الحفاظ على المكتسبات وتجاوز “المطبات” في العام المقبل.
وبين إيجابية وسلبية النتائج المحققة في سنة 2022، رصدت “هسبورت” حصاد الرياضة الوطنية في عام عاشت خلاله دور أم تُسعدها نتائج بعض الأنواع الرياضية وتُخيب ظنها أخرى بغرقها المتواصل في وحل المشاكل.
زئير تاريخي لـ”أسود الأطلس” في “المونديال”
بصم المنتخب المغربي على مسار حافل، دخلت من خلاله الكرة الوطنية التاريخ من أوسع الأبواب، بعد أن احتل “الأسود” المركز الرابع في سادس مشاركة “مونديالية” هي الثانية تواليا، مقدمين أفضل الدروس والعبر في مشاركة استثنائية ستظل موشومة في أذهان الصغار قبل الكبار.
“الأسود” المغاربة زأروا بقوة في “مونديال” قطر 2022 فتساقط الخصوم تباعا أمام كبرياء نجوم مغاربة عقدوا العزم على كتابة تاريخ مجيد للكرة الوطنية، ليُفاجئوا الجميع بالتربع على عرش سادس المجموعات على حساب منتخبات كبيرة من قيمة كرواتيا، بلجيكا وكندا، ليُواصل رفاق أشرف حكيمي العزف على وتر التألق، ويتجاوزوا دور الـ16 بالفوز على “لا روخا”، وبعدهم تخطوا عقبة البرتغال في دور الثمانية، ليضربوا موعدا مع “الديوك” الفرنسية في “المربع الذهبي”، قبل أن تتوقف المغامرة المغربية الرائعة عند المركز الرابع.
استقبال رسمي وشعبي تاريخي
حظي المنتخب المغربي باستقبال ملكي كبير بعد العودة إلى أرض الوطن، تقديرا لإنجازه التاريخي في “المونديال”، عقب احتلاله المركز الرابع عن جدارة واستحقاق، كما خصص الشعب المغربي استقبالا حارا لرفاق ياسين بونو وهم يجوبون شوارع العدوتين سلا والرباط على متن حافلة مكشوفة.
قفزة مغربية تاريخية في التصنيف العالمي
قفز المنتخب المغربي بشكل صاروخي إلى المركز الـ11 في ترتيب المنتخبات العالمية، حسب ما أعلن عنه الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في آخر تحديث، كما تربع “أسود الأطلس” على عرش ترتيب المنتخبات العربية والإفريقية، بفضل الإنجاز التاريخي في “المونديال” الأخير.
الوداد يتربع على عرش القارة السمراء وبركان بطلا للكونفدرالية
شهدت سنة 2022 تتويج نادي الوداد الرياضي بلقب دوري أبطال إفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه، كما فاز نهضة بركان بلقب كأس الكونفدرالية، ليؤكد “الأحمر” و”البرتقالي” سيطرة الأندية الوطنية على القارة السمراء.
” سوبر” مغربي خالص للمرة الأولى في التاريخ
فاز نهضة بركان بلقب كأس السوبر الإفريقي الأخير، بتغلبه على بطل القارة السمراء الوداد الرياضي، في لقاء مغربي خالص، وهي المرة الأولى في التاريخ التي تشهد مواجهة ناديين مغربيين في هذه المسابقة التي تجمع الفائز بـ”الأميرة السمراء” ببطل الكونفدرالية.
الركراكي والدكيك وجهان لعملة واحدة عنوانها التألق
حقق الإطار الوطني وليد الركراكي نتائج كبيرة خلال سنة 2022، بعد قيادته الوداد الرياضي للتتويج بلقبي دوري أبطال إفريقيا والدوري الاحترافي، قبل أن يقود “الأسود” إلى احتلال المركز الرابع في “المونديال” الأخير.
كما واصل هشام الدكيك، مدرب المنتخب المغربي للفوتسال، كتابة عهد جديد للمنتخب الوطني في هذا الصنف الرياضي، مؤكدا علو كعبه كواحد من أبرز صانعي الإنجازات الكروية الوطنية في الفترة الأخيرة.
“أسود” القاعة بطابع عالمي
واصل المنتخب الوطني المغربي لـ”الفوتسال” بقيادة مدربه هشام الدكيك تصفح دفتر العالمية بكل اقتدار، بعد أن تُوج بلقب كأس القارات الدولي الذي احتضنته التايلاند في شتنبر الماضي، وذلك عقب التغلب على نظيره الإيراني بأربعة أهداف لثلاثة بعد التمديد، كما تربع “أسود” القاعة على العرش العربي بالفوز بلقب كأس العرب، مؤكدين علو كعبهم قاريا.
توهج نسوي واللبؤات يُعانقن العالمية
شهدت سنة 2022 توهج الكرة النسوية الوطنية بعد أن ضمن المنتخب المغربي، للمرة الأولى في تاريخه، التأهل إلى نهائيات كأس العالم للسيدات التي ستُقام بنيوزيلندا وأستراليا سنة 2023، وهو إنجاز غير مسبوق للكرة النسوية الوطنية، يؤكد الصحوة الكبيرة لـ”لبؤات الأطلس”.
ووضعت القرعة المنتخب الوطني النسوي في المجموعة الثامنة، مع ألمانيا وكولومبيا وكوريا الجنوبية.
كما شارك المنتخب المغربي النسوي لأقل من 17 سنة في النسخة الماضية لكأس العالم التي أُقيمت بالهند، وهي المرة الأولى في تاريخه التي يصل خلالها إلى “المونديال”، حيث إن “اللبؤات” غادرن المنافسة من دور المجموعات، بعد أن اكتفين بالمركز الثالث بثلاث نقاط فقط.
الجيش الملكي للسيدات بطلا للقارة
تزينت الخزينة المغربية بأول لقب من مسابقة دوري أبطال إفريقيا للسيدات، تُوج به نادي الجيش الملكي، بعد أن اكتسحت “الزعيمات” فريق صن داونز الجنوب إفريقي برباعية نظيفة في المباراة النهائية.
البقالي عداء من ذهب تُوج الأفضل في إفريقيا
اختير البطل المغربي سفيان البقالي من طرف الكونفدرالية الإفريقية لألعاب القوى أفضل رياضي إفريقي في أم الألعاب خلال سنة 2022، بعد تتويجه ببطولة العالم في سباق 3000 متر حواجز.
وتقدم البقالي، الذي لا يرضى بغير الذهب والصعود إلى قمة “البوديوم”، على مجموعة من الأبطال الكينيين، علما أنه فاز بالدوري الماسي محققا أفضل رقم في الموسم في سباق 3000 متر موانع.
كرة اليد الوطنية تنتعش وتضمن مشاركة “مونديالية”
حصد المنتخب الوطني المغربي لكرة اليد المركز الثالث في كأس الأمم الإفريقية في دورتها الـ25 بمصر، بعد فوزه المستحق على منتخب تونس في مباراة الترتيب، ليضمن تواجده في نهائيات كأس العالم التي ستقام في السويد وبولندا مطلع العام المقبل.
ويأمل عشاق رياضة كرة اليد الوطنية أن تنتعش اللعبة على مستوى الأندية والمنتخبات، من أجل رفع العلم الوطني عاليا في المسابقات القارية، والمضي قدما بهذا النوع الرياضي الذي يحظى بمتابعة مهمة.
المرضي تُشرف الفن النبيل المغربي
تمكنت البطلة المغربية خديجة المرضي من تحقيق فضية بطولة العالم للملاكمة، التي أقيمت بإسطنبول التركية في وزن أزيد من 81 كلغ، حيث كانت قاب قوسين أو أدنى من معانقة الذهب العالمي، على أمل أن يعود القفاز المغربي إلى الواجهة، ذكورا وإناثا، وتتجاوز الجامعة الملكية للملاكمة المشاكل التي عاشتها خلال سنة 2022.
كرة السلة تُواصل الغرق في بحر المشاكل
تُواصل رياضة كرة السلة غرقها في بحر المشاكل، بعد أن عادت عجلتها للدوران عقب توقف طويل للمنافسة ناتج عن صراعات فرملت عجلة هذا النوع الرياضي الذي يحتاج إلى ضخ دماء جديدة في شرايينه لمعانقة حياة التألق، ومقارعة كبار القوم قاريا وعالميا.
تواضع أم الألعاب يتواصل والبقالي استثناء
تراجعت رياضة ألعاب القوى المغربية في مختلف أصنافها بشكل مخيف خلال سنة 2022، إذ يبقى البطل العالمي سفيان البقالي وحده شعاع أمل في طريق مظلم لأم الألعاب، التي خرجت بخفي حنين في العديد من التظاهرات الرياضية القارية، في وقت كان للمغرب سفراء كبار، على غرار نوال المتوكل وهشام الكروج وسعيد عويطة وآخرين، قبل أن يُصبح الواقع المرير يُوحي وكأن ليس لنا تاريخ تليد.
رياضات فردية وجماعية أبت أن تُغادر غرفة الإنعاش
تبذل المملكة المغربية مجهودات جبارة للنهوض بالرياضة الوطنية في مختلف الأصناف الجماعية والفردية، غير أن العديد من الأصناف تواصل التخلف عن الركب والمكوث في غرفة الإنعاش، دون أن تحركها انتقادات الجماهير ومعاناة الأبطال وسط غياب ضمير يُحرك الغيرة في نفوس بعض المسيرين الذين تطبع الارتجالية طريقتهم التسيرية، ما يُبقي النتائج كارثية.