المغرب الجديد:
كان لسكان الرحامنة يومه السبت 28 دجنبر 2024 موعد روحي بالمكتبة الوسائطية مع ندوة ثقافية علمية نظمتها جمعية حفدة الوالي الصالح سيدي محمد بن عزوز تحت عنوان “أدوار الزوايا والمدارس العتيقة ورهان الذكاء الاصطناعي والترابي” حيث جمعت بين أصالة التراث المغربي والرهانات التكنولوجية الحديثة.
حيث سلطت الندوة أضواءها على أدور الزاوية المغربية التي تعتبر مؤسسة دينية واجتماعية متكاملة والتي تتميز بالتجدر داخل المجتمع المغربي ولها إمكانيات خارقة في التأطير والتعبئة و تدعيم المذهب السني مذهب الجماعة والإجماع، واعتمادها القرآن الكريم والسنة النبوية منطلقا ومرجعا، سواء تعلق الأمر بالعبادات أو المعاملات، بيد أن الزاوية المغربية قبل كل شيء أحد إفرازات التصوف الإسلامي والتصوف السني بصفة خاصة.
وقد افتتح برنامج أشغال الندوة بزيارة لضريح الوالي الصالح سيدي محمد بن عزوز بمدينة ابن جرير حيث تم الدعاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
تلتها كلمة ترحيبية لرئيس جمعية حفدة الوالي الصالح سيدي محمد بن عزوز الشريف زين الدين العزوزي مركزاعلى دور الزوايا والمدارس العتيقة كمحور للهوية المغربية.
وقد عرفت الندوة حضور أساتذة وباحثين أجلاء سير أحداثها الاستاذ الحبيب ايت اكزار.
ويعتبر المنظمون لهذه الندوة بمثابة قراءة جديدة لتراث منطقة الرحامنة (ابن جرير ) ورجالاتها ونافذة على صفحة من صفحات التراث الإنساني ببلادنا ونبش في الذاكرة الشعبية لهذا الموروث الثقافي، وذلك لاعتبارات عدة أهمها الدور التاريخي الذي لعبته الزوايا بمنطقة الرحامنة خصوصا وبالمغرب على العموم.
توزعت أشغال الندوة على ثماني جلسات علمية، قدم خلالها مجموعة من الباحثين والخبراء مداخلات غنية ومتنوعة:
الجلسة الأولى: قدمها الدكتور حسن العدوي حول موضوع “الأولياء وما يجب في حقهم من الاحترام والاعتقاد”، مسلطاً الضوء على مكانتهم الروحية والاجتماعية.
الجلسة الثانية: تناول فيها الدكتور جمال المكماني “الجماعات الترابية وصيانة التراث”، مع إبراز دورها في حماية الموروث الثقافي.
الجلسة الثالثة: ناقش الدكتور خالد مصباح “الحفاظ على الثروات اللامادية كمدخل لتنمية المجالات الترابية”.
الجلسة الرابعة: تحدث الدكتور عبد الخالق مساعد عن “الزوايا الصوفية في الرحامنة: المنشأ والامتداد”، موضحاً جذورها التاريخية وأدوارها الدينية.
الجلسة الخامسة: عرض الدكتور عز الدين ربيع “قراءات فلسفية معاصرة في التراث”، مقدماً رؤى حديثة لفهم الإرث الثقافي.
الجلسة السادسة: سلط الدكتور الجيلالي لكتاتي الضوء على “رهانات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في الزوايا والمدارس العتيقة”.
الجلسة السابعة: قدم الدكتور الحسن بن النجيم مداخلة بعنوان “الزوايا في تاريخ المغرب المعاصر: أدوار ووظائف”.
الجلسة الثامنة: اختتم الدكتور مصطفى حمزة الجلسات بموضوع “أعلام من الرحامنة وأدوارهم العلمية والدينية”، مبرزاً إسهاماتهم في مختلف المجالات.
اختتمت الندوة برفع برقية ولاء وإخلاص إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعبيراً عن تشبث الحاضرين بالعرش العلوي المجيد. كما تم توزيع شواهد تقديرية وتذكارات تكريماً للمشاركين.