تساءلت النيابة العامة عن العناصر التي جعلت الحركة المسماة “اللجنة الوطنية للتضامن مع المعطي منجب” تكيف اعتقال المعطي منجب، على أنه تعسفي وخارج عن النطاق القانوني المحدد بالمسطرة الجنائية، وفق ما استدلت به هذه الجماعة المتعاطفة مع الرجل من معطيات جانبت الصواب وتجاهلت عمدا الفصول المنظمة للأمر.
ووفق بلاغ صادر عن وكيل الملك عبدالسلام العيماني، فإن النيابة العامة تأسف لمثل هذه الأحكام التي لا تستند إلى القانون، ولا إلى العقل والمنطق، فإنها تتساءل عن العناصر التي أدت إلى وصف عملية التوقيف “بالاعتقال التعسفي الخارج عن نطاق قانون المسطرة الجنائية”.
وطرح وكيل الملك في هذا الصدد عديد علامات الاستفهام حول ما جاء في بلاغ اللجنة المذكورة، متسائلا هل يتجلى التعسف ومخالفة قانون الإجراءات في كون الاعتقال تم على الساعة الثالثة زوالا؟.أم لأنه كان يوم ثلاثاء معين؟ أم لأنه حصل داخل مطعم؟ أم لأن المطعم يقع بمدينة الرباط؟ أو لأن الشخص الذي تم توقيفه كان يتناول طعامه؟ أم لأن التوقيف تم من طرف عدة عناصر أمنية؟ أم لأن هذه العناصر كانت ترتدي زياً مدنياً؟. أو لأنها حضرت على مثن سيارتين للشرطة؟.
وأضاف ذات المصدر، أن محرري البلاغ نصبوا أنفسهم محكمة تقيِّم صحة الإجراءات القضائية. ولكن على أساس قانونهم الخاص، بحيث اعتبر البيان أن الاعتقال القانوني هو الذي يجب أن يكون في محل الإقامة، ويتم فقط في حالة التلبس.
وأشار المصدر ذاته أن انتهاء البحث التمهيدي “لا يتيح للنيابة العامة بأي شكل من الأشكال اعتقال شخص من أجل تقديمه قسراً أمام قاضي التحقيق”، مشيرا على أن النيابة العامة لها الحق فقط في تقديم ملتمس بفتح تحقيق دون إمكانية إحالة المتهم على قاضي التحقيق.
وأبرز وكيل الملك في بلاغه، أن النيابة العامة تعزف عن مناقشة هذه الملاحظات التي لا علاقة لها بالتطبيق السليم للقانون، وتترك للرأي العام القانوني تقدير مدى صوابها من خطئها مؤكدا على أن القضاء وحده مؤهل للبت في مدى قانونيتها. فإنها تأسف لاستعمال هذه الأساليب للإساءة لمؤسسات وطنية، تسعى باستمرار إلى التقيد بالضوابط القانونية.
وشدد المصدر ذاته، أن المكان الملائم لمناقشة مثل هذه المعطيات، هو مكاتب قضاة التحقيق و قاعات المحاكم وأن بلاغات النيابة العامة تتم احتراماً للرأي العام الوطني، ومن أجل توفير حق المواطن في المعلومة، حينما يتعلق الأمر بقضايا تثير اهتمامه أو يتم تداولها بمختلف الوسائل.
وأوضح وكيل الملك، أن هذا الأمر سيضع حد لبعض الإشاعات والأخبار المغلوطة أو الملفقة، وأنها ليست محاضر للبحث أو التحقيق، تجري على أساسها المحاكمات، داعيا إلى عدم استغلالها في نقاشات لم تخصص لها، لأنها لا تقرر وضعاً قانونياً معيناً، وإنما توفر المعلومة لمختلف شرائح الرأي العام، بلغة مبسطة لا تتقيد بالمصطلحات القانونية، التي يتم احترامها في المحاضر والمقررات والأحكام القضائية.