المغرب الجديد: جعفر الحر
تطبيقا للمثل المغربي القائل “لهلا يقطع علينا عادة”، ظهر من جديد محمد زيان على قناة فرانس24 ليعيد على مسامعنا نفس الكلام وبنفس اللغة العربية الركيكة، ويكرر نفس الأكاذيب والمغالطات في محاولة للهروب إلى الأمام ومسابقة الزمن للهروب من المساءلة القانونية بعدما قررت وزارة الداخلية تفعيل المتابعة القضائية في مواجهته، من خلال تقديم شكاية أمام النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالرباط، وذلك تبعا للتصريحات والاتهامات الخطيرة التي أدلى بها في حق مؤسسة وطنية.
ما يزال النقيب السابق محمد زيان “طالقها تسرح” على المغاربة من خلال إنكار بعض الوقائع الثابتة من جهة، وتحوير وقائع أخرى، فهو لا يريد أن يعترف بصحة الفيديو الجنسي الفاضح الذي يجمعه بموكلته الضابطة السابقة وهيبة خرشش رغم تأكيد حقيقته بواسطة الخبرة العلمية، ومحاولة رمي الكرة في ملعب شريكته في الفضيحة –وهيبة خرشش- على أنها هي المعنية بالفيديو، وهي من اتهمت السيد عبد اللطيف الحموشي.
من جهة أخرى، بات زيان يكرر لى مسامعنا في كل فرصة إعلامية مصطلح “البوليس السياسي” الذي لا وجود له في المغرب، ويحاول أن يصنع منه فزاعة للمغاربة، وهو يعلم علم اليقين أن ادعاءاته كاذبة، خصوصا وأنه اشتغل سابقا وزيرا لحقوق الانسان ويعلم أنه لا يوجد في المغرب بوليس سياسي سواء كمؤسسة أو كتصرفات تخرق الحقوق التي نص عليها الدستور المغربي والقونين المنظمة للمؤسسات المغربية.
للأسف، يعيش محمد زيان الوهم والخرف، ويصنع أعداء وهميين ويقود معارك ضدهم، سواء داخل ردحات المحاكم في قضايا دونكيشوتية، أو على الصعيد السياسي في مواجهة أعداء متخيلين، بل نقل معاركه حتى داخل حزبه – الحزب المغربي الحر-، ناهيك عن الخرجات والفرقعات الإعلامية، كما أنه لا يتوانى عن استعمال الكلام النابي الهابط والمسيء لخصومه وحتى لنفسه كرجل بلغ من الكبر عتيا. معارك هي أشبه برقصات الديك المذبوح قبل أن يسلم الروح لخالقها.
يبدو أن السيد محمد زيان ما يزال يعيش بعقلية ذوي النفوذ وصاحب العلاقات النافذة التي لا يمكن أن تطالها المحاسبة والمتابعة مهما أخطأ في حق الأفراد والمؤسسات، وأن يشفع له ماضيه كخادم للدولة ان يعربد كما يشاء، أو أن تكون له كلمة في توجيه النظام المغربي أو الشعب المغربي الذي يتجاوز ل40 مليون مواطن، الوجهة التي توافق مزاجه، أو أن يشكل المؤسسات الوطنية بناءا على عقليته البائدة.
يعلم الجميع أنه من الصعب على أمثال محمد زيان ممن استأنسوا المناصب والأضواء المسلطة عليهم، أن ينزووا جانبا ويتقاعدوا، ويتركوا المبادرة للشباب والوجود الجديدة القادرين على بعث دم جديد في العمل السياسي والحزبي وتدبير الشأن العام وفق معايير جديدة ومتطورة، فقد بلغ زيان من العمر 78 سنة ونراه يصارع أبناء حزبه –الحزب المغربي الحر- للبقاء على رأسه رغم رفضهم له، كما نراه يحارب لاسترجاع موقع في المسؤولية السياسية ولو كان منصبا تافها في الحكومة، فالمهم “أنا اعربد فأنا موجود”.