ذكر الموقع الإخباري “سكاي نيوز عربية ” اليوم الجمعة أن القنصلية العامة الأردنية التي افتتحت أمس الخميس بمدينة العيون عاصمة الصحراء المغربية، تمثل “بوابة جديدة للشراكات والتعاون” بين المملكتين.
وتوقع الموقع، الذي أورد تصريحات خبراء اقتصاديين ومحللين سياسيين، أن يزداد النشاط الاستثماري بين المغرب والأردن، بعد افتتاح القنصلية الأردنية في العيون، خصوصا بالنظر لأهمية الأقاليم الجنوبية للمملكة، كمدار استراتيجي إفريقي كبير، وكعصب لمنطقة التبادل الحر الإفريقية الموقعة بداية العام 2018.
وأضاف أن المغرب والأردن تجمعهما علاقات استراتيجية متعددة الجوانب في العديد من الميادين كالسياحة والطاقة المتجددة، وتبادل الخبرات في مجالات التأهيل المهني ، معتبرا أن تقريب الخدمات القنصلية الأردنية بالعيون سيمكن من “نسج علاقات استثمارية”، بالنظر الى آفاق الاستثمار بالمنطقة والتي تعد مجالا واعدا وورشا مفتوحا لا زال يستفيد من الأموال التي ضخت في ميزانية النموذج التنموي الجديد لجعله بيئة حاضنة وجاذبة للاستثمارات .
وسجل المصدر ذاته أن افتتاح القنصلية الأردنية بالعيون يشكل مناسبة للدعوة إلى “تشييد شراكة استراتيجية تبعا للقرارات المتمخضة عن زيارة العمل والصداقة التي قام بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني للرباط خلال العام 2019 ، مذكرا بأن المملكتين تجمعهما نحو 60 اتفاقية استثمارية، منذ اتفاقية “أكادير” الموقعة بين المغرب والأردن، إضافة إلى تونس ومصر، عام 2001، ما تولد عنه إقامة منطقة التبادل التجاري الحر بين الدول العربية المتوسطية.
وأوضح أن مجلس الأعمال الأردني المغربي المشترك يهتم ببحث فرص الاستثمار لدى البلدين، خصوصا في قطاع النقل والخدمات والسياحة والصناعات الغذائية والزراعية والخدمات المصرفية والمالية وتكنولوجيا المعلومات والطاقة المتجددة والرعاية الصحية والصناعات الدوائية.
من جهة أخرى ، أفاد الموقع الاخباري بأن عمّان والرباط تتقاسمان موقفا مشتركا يقضي بالدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وفق القرارات الأممية ومبادرة السلام العربية، حيث يترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس لجنة القدس، بينما تحظى المملكة الأردنية الهاشمية بالوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس الشريف.
واعتبر أن البلدين يمثلان جناحان مهمان لربط مشرق العالم العربي بمغربه، خصوصا وأنهما قد حرصا منذ سنوات على العمل المشترك بينهما لإنهاء الأزمات العربية، خصوصا التي تعرفها سوريا وليبيا واليمن.
ونقل الموقع عن وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، قوله إن “قرار الملك عبد الله الثاني القاضي بفتح قنصلية في مدينة العيون، ودعمه لقرار التدخل لإعادة تأمين انسياب الحركة المدنية والتجارية بمنطقة الكركارات، يشكلان “تجليا للدعم الثابت الذي ما فتئت تعبر عنه الأردن للمملكة المغربية”.
وذكر الموقع بأن القنصلية الأردنية التي رفعت عدد القنصليات العامة التي تم افتتاحها بمدينة العيون، منذ العام ما قبل الماضي، إلى 11 قنصلية، تؤكد أيضا على العلاقات المغربية الأردنية القوية، حيث كان الأردن قد شارك بوفد رسمي في المسيرة الخضراء عام 1975.