استغل الخبير في العلاقات الدولية “ماتيو دومينيكي”، المتحدث باسم المنظمة غير الحكومية السويسرية “النهوض بالتنمية الإقتصادية والإجتماعية”، الدورة السادسة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان التي عقدت يومه الثلاثاء 09 مارس الجاري بجنيف، ودعا في مداخلته الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة؛ إلى تحمل مسؤوليتهما بالضغط على الجزائر لوقف تجنيد الأطفال من قبل جبهة “البوليساريو” في مخيمات تندوف على الأراضي الجزائرية.
وأعرب المتحدث باسم المنظمة غير الحكومية السويسرية عن أسفه إزاء مصير أطفال مجندين قسرا في ميليشيات “البوليساريو”، موجها أصابع الإتهام لمسؤولية الجزائر المباشرة في الإنتهاكات المرتكبة في حق هؤلاء الأطفال وجميع سكان مخيمات تندوف. مذكرا بأنه منذ بداية النزاع الإقليمي حول الصحراء، تم اختطاف حوالي 8000 طفل وترحيلهم للخضوع لتدريبات عسكرية في الخارج، لا سيما في الجزائر وكوبا وليبيا وسوريا وفنزويلا، في خرق سافر لكل حقوق الأطفال التي حددتها الإتفاقية الدولية لحقوق الطفل في عام 1989.
واستنكر المتحدث ذاته، “فيديوهات البوليساريو التي تظهر أطفال مجندين ومدربين على الحرب، والتي تم تصويرها في مخيمات تندوف بالجزائر بعد خرق وقف إطلاق النار في 13 نونبر 2020″، حيث قال إن “هؤلاء الأطفال محرومون من أبسط حقوقهم، من قبيل الحق في التعليم المدرسي، والحق في الحصول على مأوى، والحق في ظروف عيش كريمة، والحق في اللعب والترفيه والحق في حرية التعبير والمشاركة والحق في أن تكون لهم أسرة وأن يكونوا محاطين ومحبوبين، وكذلك الحق في أن تتوفر لهم الحماية من جميع أنواع العنف وعدم الزج بهم في الحرب”. وناشد الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة وكذلك مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة “مطالبة السلطات الجزائرية بوضع حد نهائي لهذه الإنتهاكات العديدة”، لأن هؤلاء الأطفال لا يجب أن يستخدموا كـ”جنود”. حسب تعبيره.
وكان السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، قد عبر خلال اجتماع نظمته الأردن الخميس 18 فبرير الماضي، بمناسبة انضمامها لمبادئ باريس بشأن الأطفال المرتبطين بالقوات المسلحة أو المجموعات المسلحة؛ عن إدانته الشديدة لجميع أشكال العنف ضد الأطفال واختطافهم وتجنيدهم من قبل المجموعات المسلحة وتوظيفهم لأغراض إجرامية أو إرهابية أوعسكرية، بما في ذلك داخل مخيمات اللاجئين.
بدوره، قال التحالف الدولي “AIDL”، إن أي تجنيد للأطفال واستغلالهم وإقحامهم في الصراعات والحروب أمر محظور تماما ومجرم في القانون الدولي ويضع كافة المسؤولين عن ذلك تحت المساءلة والملاحقة القانونية الدولية. وطالب قيادة جبهة “البوليساريو” الإنفصالية بتوضيح ما جاء في فيديو يظهر عددا من الأطفال يحملون السلاح فوق التراب الجزائري ويجري تلقينهم وتحريضهم على المشاركة في الصراع الجاري والقائم مع المغرب.