لقاء تشاوري بالرباط حول مستقبل اتحاد جامعات العالم الإسلامي

المغرب الجديد :

انعقد اليوم الجمعة بالرباط، لقاء تشاوري حول مستقبل اتحاد جامعات العالم الإسلامي، من أجل الإسهام في مناقشة وضعية الاتحاد، وآفاقه المستقبلية.

وفي كلمة بالمناسبة، قال المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، الأمين العام لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، السيد سالم بن محمد المالك، إن الدور المحوري للجامعات في تحقيق التنمية المستدامة في دول العالم الإسلامي، يتطلب أن يكون الاتحاد قاطرة للتعاون والتنسيق بين هذه الجامعات في ظل تسارع التحولات الاقتصادية التي يشهدها العالم، والطلب المتزايد على العنصر البشري القادر على الانخراط في سوق التشغيل الجديد، القائم على التطور التكنولوجي والانفجار المعرفي والاعتماد المتزايد على تكنولوجيا المعلومات والاتصال والذكاء الاصطناعي واعتماد الموارد الرقمية.

وأشار إلى أن اتحاد جامعات العالم الإسلامي يستمد أهميته الذاتية من كونه الجهاز الرسمي الذي تلتئم في أحضانه جامعات العالم الإسلامي وما في حكمها من مؤسسات عليا بمختلف أصنافها ومستوياتها؛ مضيفا أن شرعية هذا الجهاز تستند إلى تبعيته لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بصفتها المنظمة المتخصصة في مجالات التربية والعلوم والثقافة في العالم الإسلامي.

وأوضح الأمين العام للاتحاد أن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في أغلب دول العالم الإسلامي يواجه الكثير من المشاكل والتحديات الكبرى، مثل عدم وضوح أولويات واستراتيجيات البحث العلمي، وضعف التمويل، وقلة الوعي بأهمية البحث العلمي الجيد، وقلة فرص التشبيك وقواعد البيانات، بالإضافة إلى محدودية التعاون الدولي، وهجرة الأدمغة إلى البلدان المتقدمة صناعيا وتكنولوجيا .

وتابع أنه في ظل التوسع الهائل للتعليم العالي عبر العالم، واشتداد التنافس بين مختلف الأنماط التعليمية الجامعية من أجل استقطاب الطلاب، والارتقاء في سلم التصنيفات الدولية للجامعات، تتباين قدرات المؤسسات الجامعية في دول العالم الإسلامي، حيث تعرف أغلب الجامعات خصاصا في الموارد، وعدم قدرة على مواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال؛ مذكرا بأن مرجعيات الاتحاد تنص على مهام جوهرية وأدوار حاسمة يجب عليه القيام بها، من أجل تطوير القطاع الجامعي بصفة عامة، والنهوض بأدائه والارتقاء بمخرجاته وتعزيز مساهمته في تحقيق التنمية المستدامة للعالم الإسلامي.

من جهتهم، استعرض المشاركون في اللقاء، الذي شهد حضور عدد كبير من رؤساء الجامعات المغربية ومسؤولين من منظمة الإيسيسكو، الفرص المتاحة أمام اتحاد جامعات العالم الإسلامي والتي تتجلى أساسا في التنوع الجغرافي والثقافي واللغوي الذي تنتمي إليه الجامعات، والنسيج الجامعي المتميز بحضور جامعات وازنة مصنفة؛ وآفاق التعاون في مشاريع البحث وفي المجال الأكاديمي؛ وإمكانية تنويع مصادر التمويل والدعم، فضلا عن التطور الحاصل في تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصال والتجديد الحاصل في طرائق التدريس والتعليم عن بعد.

وشددوا في هذا الصدد، على أهمية إبراز نقط القوة في اتحاد جامعات العالم الإسلامي، والمراجعة الشاملة للأداء ولوضع الاتحاد، ومعالجة طرق توسيع العضوية، وتطوير استراتيجيات وخطة توظيف جديدة؛ بالإضافة إلى النهوض بالموارد البشرية والرفع من الانخراطات وتقوية التشبيك وإطلاق برامج مشتركة وتقوية الإعلام والتواصل.

كما أكدت المداخلات على ضرورة الاستفادة من التطور الجلي للإنتاج العلمي في جامعات العالم الإسلامي القوية التي تضمنتها التصنيفات الأخيرة، وكذا تعضيد دور الاتحاد الريادي في تقليص الهوة بين جامعات العالم الإسلامي وإشاعة روح التعاون وتبادل التجارب.

وتركزت محاور اللقاء حول “عرض عن اتحاد جامعات العالم الإسلامي” و”الرؤية والأهداف الجديدة المقترحة” و”هيكلة الاتحاد” و”توسيع دائرة شبكة اتحاد العالم الإسلامي”.

وقد تأسس اتحاد جامعات العالم الإسلامي بالرباط سنة 1987، وهو هيئة تعمل في إطار المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) وتهدف إلى دعم الجامعات وما يرتبط بها من مؤسسات التعليم العالي في العالم الإسلامي وتشجيع التعاون والشراكة بينها. ويضم الاتحاد حاليا 351 جامعة عضوا تنتمي إلى 58 دولة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.