الاستاذ الجيلالي لكتاتي..الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقا جديدة لتسويق الموروث الثقافي والسياحي.

المغرب الجديد:

بقلم: الاستاذ الجيلالي لكتاتي
يمضي العالم اليوم بخطى سريعة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، حيث يعتبر الذكاء الاصطناعي أحد أبرز معالم الثورة الصناعية الحالية، فمن المعلوم أن البشرية مرت بأربع ثورات صناعية كبرى، بعد الثورة الصناعية الأولى التي كان من أبرز معالمها ظهور الآلات البخارية، جاءت الثورة الصناعية الثانية التي عرفت ظهور الكهرباء، ثم الثورة الصناعية الثالثة التي عرفت ظهور الأتمتة والالكترونيات وعلم الحاسوب والانترنيت، ثم الثورة الصناعية الرابعة التي عرفت ظهور ترسانة من المجالات المتنوعة كالبيانات الضخمة وانترنيت الأشياء والطباعة الثلاثية الابعاد والواقع الافتراضي والواقع المعزز والذكاء الاصطناعي الذي يعتبر العمود الفقري لكل هذه التقنيات.
كل هذا الزخم التكنولوجي سيساهم لا محالة في إبراز مؤهلات بعض المناطق السياحية المغمورة وإعطاءها حقها التنافسي في ظل صناعة سياحية عالمية متطورة ومتزايدة، فماهوا الذكاء الاصطناعي، وكيف سيساهم في تسويق الموروث الثقافي؟
يعتبر الذكاء الاصطناعي فرع من علوم الحاسوب يروم صنع برمجيات قادرة في عملها على محاكاة عمل المخ البشري، مثل التعلم والتدرب، واتخاذ القرارات، وحل المشكلات وغيرها، ويتجلى الذكاء الاصطناعي في مجموعة من التقنيات كمعالجة اللغات الطبيعية والرؤية الحاسوبية وتوليد الصور والفيديوهات والتعرف على الكلام وغيرها من التقنيات المتنوعة.
كل هذا الزخم التكنولوجي وفر العديد من الحلول الرقمية لتسويق الموروث الثقافي والسياحي، مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز، فاليوم وأمام ظهور ما يسمى بالنظارات الثلاثية الأبعاد وإرهاصات ما يسمى بالميتافيرس أصبح بفضل تقنيات الواقع الافتراضي من السهل تصميم مقاطع فيديو ثلاثية الأبعاد وتحويل بعض المناطق السياحية إلى موقع افتراضية تتيح للسياح عبر العالم زيارتها افتراضيا وأخد فكرة ومعلومات شبه واقعية عنها أو معلومات واقعية افتراضية عنها.
كما تعتبر روبوتات المحادثة ك CHATGPT من شركة OPENAI أو GEMMENI من شركة GOOGLE آخر صيحات خوارزميات الذكاء الاصطناعي، فهذه الروبوتات اليوم تقدم مزايا عديدة ومعلومات مهمة وتوفر معلومات تاريخية وثقافية وسياحية بشكل لحظي ومباشر للمستخدمين، وتقدم معلومات حول العديد من المناطق السياحية عبر العالم ومعلومات عن ثقافات وعادات الشعوب فهي تبحث في آلاف التيرابايت من البيانات، فاليوم يوجد علم اسمه علم البيانات والذي يندرج في نطاقه علم يسمى هندسة البيانات، هذه العلوم تتيح إمكانات هامة في نطاق هندسة البيانات الضخمة والمعقدة لتنظيف وتنقية البيانات ذات صلة بالموروث الثقافي والسياحي لأي منطقة وتحليلها للتنبؤ بالتحديات التي قد تواجه الإرث التاريخي والثقافي والسياحي لوضع استراتيجيات تسويقية فعالة.
كما خطت الترجمة اليوم خطوات مهمة في ظل ظهور الذكاء الاصطناعي، حيث برزت العديد من الخوارزميات التي تقوم بتقديم ترجمات آلية للنصوص إلى لغات مختلفة، والتعليق على مقاطع الفيديو السياحية بلغات مختلفة.
في ظل ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي له القدرة على توليد النصوص والصوت والفيديو، ساهم لا محلة في انتاج ومعالجة جودة الصور ذات الصلة بالموروث الثقافي والسياحي وإنتاج تعليقات صوتية وتحويل النصوص الى صوتيات ومقاطع فيديو افتراضية ومعبرة عن الموروث الثقافي والسياحي.
هذه التقنيات وغيرها ساهمت بشكل كبير في صناعة المحتوى الرقمي الموجه للتسويق للموروث الثقافي والسياحي، لكن يبقى وجود مشروع رقمي متكامل بكامل جدواه القانونية والاقتصادية والتقنية هو حجرة الزاوية في نجاح الاستراتيجية التسويقية للموروث الثقافي والسياحي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.