شهادة الوزير السابق والبرلماني الحالي والقيادي بحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة درعة-تافيلالت سعيد شباعتو في حق الفقيد عبد الرحمان اليوسفي
تطرق السيد سعيد شباعتو القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار وصديق الراحل عبد الرحمن اليوسفي، في هذا الحوار القصير الذي اجريناه معه عبر الهاتف للعديد من جوانب شخصية صديقه الراحل، سواء منها السياسية أو الإنسانية أو الاجتماعية.
قال السيد سعيد شباعتو ، السي عبد الرحمان اليوسفي، رجل عظيم من طينة نادرة، بصم التاريخ المعاصر لوطننا وشعبنا وتاريخ الحركة الوطنية والحقوقية، برحيله نكون قد فقدنا أحد الرجالات الكبار، الذين بصموا تاريخ هذا الوطن.
السي عبد الرحمان، المناضل الوطني الغيور، التحق بالكفاح من أجل الاستقلال بالحركة الوطنية منذ منتصف الأربعينيات، كرس كل طاقاته وجهده من أجل خدمة هذا الهدف النبيل سياسيا وإعلاميا.
عبد الرحمان اليوسفي، رجل ربط المعركة من أجل الاستقلال بالمعركة من أجل الديموقراطية، وفي خوضه لهذه المعركة المزدوجة عاش لحظات صعبة في حياته، وفي سبيلها قدم تضحيات جسام، حيث عاش ظروف المنفى، لكن وهو معارض ظل دائما محترما لثوابت بلاده ولمبادئه ومواقفه الأصلية.
ومن خلال هذه الفترة اكتسب مكانة عربية ودولية مرموقة، إلى جانب مكانته داخل وطنه، وشاءت الأقدار أن يعود من المنفى وأن يساهم بشكل كبير في التحضير إلى ما بات يعرف بالتناوب الديموقراطي، إلى جانب رجل كبير آخر رحل عنا، وهو عبد الرحيم بوعبيد.
السي عبد الرحمن اليوسفي، كان يولي احتراما كبيرا لمن يشاطره، كما لمن يخالفه الرأي سواء في المجال السياسي أو غيره، فضلا عن ولعه بالفن وحرصه على علاقاته الاجتماعية.
المرحوم السي عبد الرحمن اليوسفي رجل استثنائي ناضل من أجل المغرب، وقدم تضحيات جسام انسان ذكي لبق صادق و كثوم، وكانت له مكانة متميزة عند المغفور له الحسن الملك الثاني رحمه الله، الشيء الذي حافظ عليه جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ، وكرمه أكثر من مرة، والسي عبد الرحمن هرم يستحق اسمى التكريمات.
وكما يعلم الجميع فالسي عبد الرحمان هو آخر وزير أول في عهد الراحل الحسن الثاني وأول وزير أول في عهد جلالة الملك محمد السادس.
ولعب اليوسفي أدوارا مهمة وفاعلة في بناء وسير الكتلة الديمقراطية. وعندما اقتنع بتحمل مسؤولية حكومة التناوب التوافقي كان رجل دولة بامتياز.
بفقدان الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، يكون المغرب فقد أحد زعمائه الكبار وأبنائه البررة.