“إيمانويل دوبوي”النموذج المغربي لمحاربة الراديكالية والتطرف العنيف ينال اهتمام فرنسا ودول أوروبية أخرى كإسبانيا..

في تحليله العناصر المشكلة لتفرد النموذج الأمني المغربي في مجال محاربة الإرهاب والمبادئ الكبرى لإستراتيجيته في مجال التعاون الدولي، أبرز “إيمانويل دوبوي”، رئيس معهد المستقبل والأمن في أوروبا، مجموعة التفكير المتخصصة في قضايا الدفاع، والجيو-سياسة والجيو-إستراتيجية، الخميس 31 دجنبر 2020، أن المغرب، الذي أدى ثمنا كبيرا وقام بإعادة تشكيل إستراتيجيته الأمنية من أجل مواجهة التهديد الإرهابي، يشكل “حلقة قوية” في التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب وشريكا محوريا بالنسبة لأوروبا.

وقال رئيس معهد المستقبل والأمن في أوروبا إن “المغرب نجح في تشكيل شبكة داخل ترابه. فهذا مكنه من تقديم إجابة منسقة في التدخل والتعاون الإقليمي، القاري، وبالتحديد الأورو متوسطي في هذا المجال. فعلى هذا المعطى يقوم التميز الذي جعل من المغرب الحلقة القوية في محاربة الإرهاب بأوروبا، إفريقيا، والحوض المتوسطي”. معتبرا أن” “النموذج المغربي للإسلام الوسطي، الرصين، المتوازن والمعتدل… هو أيضا إحدى الوسائل المهمة في مكافحة الإرهاب”.

تنضاف إلى ذلك المرجعية “البناءة” التي تمثلها مكانة جلالة الملك محمد السادس كأمير للمؤمنين، ورئيس لجنة القدس، والتي “تكتسي أهمية كبرى ولها إشعاع يتجاوز حدود المملكة المغربية”، فضلا عن المناعة الإجتماعية القوية والإرادة الراسخة في المجال الديني من خلال إعادة هيكلة هذا الحقل من طرف الدولة.

وأكد المتخصص في قضايا الأمن والدفاع، أن “جميع هذه العناصر تساهم في هذا النوع من الإقبال الدولي على النموذج المغربي”. مشيرا إلى أن النموذج المغربي لمحاربة الراديكالية والتطرف العنيف ينال اهتمام فرنسا ودول أوروبية أخرى كإسبانيا. و”نموذج معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات هو تجسيد تنظر إليه باريس بكثير من الإهتمام، ما يفسر الزيارات الوزارية المتتالية خلال الأسابيع الأخيرة”. مضيفا أن “الأمن على ضفتي الحوض المتوسطي لا يتلخص في تعاون ثنائي جيد، لكنه ينبني في إطار تعاون أوسع وأشمل”.

وتابع الخبير ذاته أن المغرب مدعو “بلا شك” إلى الإضطلاع بدور أكبر بكثير، سواء في إطار المبادرة المسماة “جي 4 إرهاب”، المقترحة من طرف وزراء العدل بكل من فرنسا، بلجيكا، إسبانيا والمغرب، والتي ستتعزز خلال الرئاسة الأوروبية نصف السنوية المقبلة، التي ستؤمنها البرتغال ابتداء من 1 يناير، أو من خلال المبادرة المسماة بـ 5+5، أو في إطارات أخرى، “ينبغي على الأرجح إعادة بلورتها من أجل التصدي للتهديد الإرهابي على مستوى البحر الأبيض المتوسط، إفريقيا وأوروبا”. مسجلا أن المغرب يقوم بالإخبار، التنبيه ومشاطرة المعلومات المتوفرة لديه، ما مكن من استباق عمليات إرهابية في أوروبا وتحييد منظميها.

وزاد المتحدث ذاته: “هناك عناصر أخرى تتدخل في تحديد مكانة المغرب ودوره في أمن المنطقة برمتها: مظاهر تقدمه الدبلوماسي، ريادته على مستوى القارة الإفريقية، ودينامية الإدماج الإقتصادي التي يطبع بها إفريقيا”، “فكل هذه المقومات تساهم في جعل المملكة شريكا محوريا بالنسبة لأوروبا”. مؤكدا أنه “على المستوى العسكري، يعد المغرب شريكا لا محيد عنه. فلهذا السبب أيضا لطالما تم تقديمه كحليف رئيسي من خارج الناتو”، حيث أضحى يوصف منذ العام 2016 بأنه “شريك استراتيجي” لمنظمة حلف شمال الأطلسي.


 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.