تطرق الإعلام الإسباني إلى خطوة المملكة المغربية المرتبطة بقطع العلاقات مع السفارة الألمانية بالرباط، والتي أرجعتها وزارة الخارجية، في رسالة إلى أعضاء الحكومة، إلى “خلافات عميقة تهم قضايا المغرب المصيرية”، يعتقد أنها تتعلق بملف الصحراء بعد رفع برلمان بريمن، أصغر ولاية ألمانية، علم جبهة “البوليساريو” في ذكرى “تأسيسها”، إضافة إلى شبهات حول التجسس ضد المصالح المغربية.
واعتبرت صحيفة “الكونفندسيال”، أن هذه الخطوة تعتبر بمثابة تحذير من السلطات المغربية لنظيرتها الإسبانية التي تحاول دائما تبني سياسة متوازنة، حفاظا على موقفها التقليدي بشأن قضية الصحراء، مضيفة أنه بعد سقوط الدبلوماسية الإسبانية في مأزق عقب اعتراف الرئيس دونالد ترامب، في 10 ديسمبر الماضي، بالسيادة المغربية على الصحراء، فالخطوة التي أقدمت عليها الرباط تجاه برلين، تعد تحذيرًا للحكومة الإسبانية من أجل الابتعاد عن موقفها التقليدي، واعتماد موقف ينسجم مع مصالح المغرب، وفقًا لمصادر دبلوماسية.
وتابعت الصحيفة الإسبانية، أن العلاقة بين إسبانيا والمغرب، لا تمر بأفضل أحوالها، والدليل على ذلك تأجيل القمة الثنائية التي كانت مقررة في 17 ديسمبر الماضي، بطلب من المغرب، وبرمجتها في فبراير، دون أن يتم عقدها مجددا في الشهر الماضي، علما أنها لم تعقد منذ عام 2015.
كما تحدث المنبر الإسباني عن إمكانية تضرر إسبانيا من الناحية الأمنية والاقتصادية، في حال حدوث أزمة في العلاقات مع المغرب، مشيرا إلى أهمية الاتفاقيات التجارية مع الرباط، بالنسبة للاتحاد الأوروبي وخاصة أسطول الصيد البحري الإسباني.
وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى التعاون الأمني مع المغرب وقيام المملكة بتوقيف تعاونها أمنيا مع إسبانيا في غشت 2014، بسبب اعتراض دورية للحرس المدني الإسباني، بالخطأ، يختا كان على متنه العاهل المغربي محمد السادس، بسواحل سبتة عندما كان متجهًا إلى طنجة، كما علق المغرب تعاونه في ذات المجال مع فرنسا لمدة 11 شهرًا ، من فبراير 2014 إلى يناير 2015، يضيف المصدر ذاته.