المغرب الجديد :
لازال ارتفاع أسعار المواد الغذائية يلقي بظلاله الثقيلة التي تكدّر صفو حياة الأسر ويدخلنا في متاهات كثيرة ومتشعبة، إلا أن ما يمكن أن نثبته على الواقع أن القضية أصبحت حديث المجتمع ، وانعكست آثارها على ترابط الأسر، وأصبحت الكثير من القضايا الأسرية سببها غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الغذائية التي انعكست على حياتهم الأسرية.
وحول هذا الأمر يقول أحد الاختصاصيين الاجتماعيين: ” إن تأثير غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار يصيب الشخص بأمراض نفسية بالغة لكثرة الضغوط ، ومن أهمها الضغوط الاقتصادية، حيث يصبح الفرد أكثر عرضة للاكتئاب والقلق النفسي وتتكالب عليه جميع الضغوط..
و الغلاء والارتفاع الفاحش في الأسعار يعتبر جريمة بحق المواطن بشكل خاص وبحق البلاد بشكل عام ، فالمواطن أصبح لا يقوى على هذه الأسعار ولا يقوى على شراء كل ما يرغب به، ما يجعل الأسر محدودة الدخل تضطر إلى أن تلجأ إلى الديون التي تكسر ظهر رب الأسرة، ونتمنى من الجهات المسؤولة ان تمارس أدوارها لكبح جماح موجة الغلاء في كافة المستلزمات الحياتية اليومية التي يحتاجها الإنسان…
وكل أصابع الاتهام توجه إلى الحكومة، والسبب هو ضعف الإجراءات المتخذة لضمان وفرة مختلف المواد، وأيضا لمواجهة المضاربين والمتلاعبين بالأسعار الذين يتحكمون في سلسلة التسويق من الحلقة الأولى للمنتج إلى المستهلك النهائي، لنجد أنفسنا أمام مواد تتضاعف أسعارها لأكثر من مرة، مقارنة مع سعر خروجها من الضيعة.
وفي المقابل تبدو الحكومة غير مستعدة للخوض في أي قرارات جديدة، بل إنها تحاول رمي الكرة في مرمى أطراف أخرى ومنها العمال والولاة من أجل محاربة الاحتكار والمضاربات….