المغرب الجديد:
الحبيب ايت كزار
في ظل التحولات السياسية الراهنة، وبعد تفكير عميق وتجربة متأنية، قررت أن أنأى بنفسي عن أي انتماء حزبي أو عمل سياسي، قناعة مني بأن خدمة الوطن والمجتمع لا تقتصر على العمل الحزبي، بل يمكن تحقيقها بوسائل أخرى أكثر نجاعة وتأثيرًا.
لقد بات جليًا أن المشهد السياسي، في كثير من الأحيان، لا يمنح الأولوية للكفاءات والبرامج التنموية الحقيقية، بل تحكمه الولاءات الشخصية والمصالح الضيقة، مما يحد من فاعليته في تحقيق التنمية المستدامة التي يتطلع إليها المواطنون. وإيمانًا مني بأن الإصلاح الحقيقي يحتاج إلى رؤى جريئة وفضاء أوسع للإبداع والعطاء، فقد اخترت التركيز على مسارات أخرى، حيث يمكنني المساهمة بفاعلية في خدمة الصالح العام بعيدًا عن التعقيدات السياسية والحسابات الحزبية.
إنني إذ أؤكد احترامي لكل من يؤمن بقيم العمل السياسي النبيل ويسعى بصدق لخدمة الوطن، فإنني أدعو إلى ضرورة إعادة الاعتبار للكفاءات، وجعل المصلحة العامة فوق أي اعتبار شخصي أو فئوي. فبناء مستقبل أفضل لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال سياسات تعتمد على الكفاءة والاستحقاق، وتضع التنمية المستدامة في صلب اهتماماتها.
سأواصل، بكل التزام وإيمان، العمل في مجالات تخدم المجتمع وتساهم في تعزيز الوعي، والنهوض بالتنمية، وتكريس قيم المواطنة الفاعلة، مؤمنًا بأن الأثر الحقيقي يُصنع بالأفعال، وليس بالشعارات